عدد الرسائل : 139 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 23/02/2009
موضوع: روائع نزار قباني الممنوعه الجمعة فبراير 27, 2009 10:51 am
[color:59f0=indigo]صــبــاحــكم / مــســائــكم .... حب
نزار نـا
هذا العاشق الدمشقي
من لا يعرفه
هو شاعر النساء
ومبدع الامه
يكاد يكون
ابلغ شاعر عربي
في وصف المرأه
له من القصائد اجملها
ولكن
له ايضا قصائد ممنوعه
احببت ان انقلها لكم
انا والحزن
1 أدمنت أحزاني فصرت أخاف أن لا أحزنا وطعنت ألافا من المرات حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا ولُعِنْتُ في كل اللغات.. وصار يقلقني بأن لا ألعنا ... ولقد شنقت على جدار قصائدي ووصيتي كانت .. بأن لا أدفنا. وتشابهت كل البلاد.. فلا أرى نفسي هناك ولا أرى نفسي هنا .. وتشابهت كل النساء فجسم مريم في الظلام .. كما مني .. ما كان شعري لعبة عبثية أو نزهة قمرية إني أقول الشعر - سيدتي - لأعرف من أنا ....
2
يا سادتي : إني أسافر في قطار مدامعي هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى؟ إني أفكر باختراع الماء.. إن الشعر يجعل كل حلم ممكنا وأنا أفكر باختراع النهد .. حتى تطلع الصحراء ، بعدي سوسنا وأنا أفكر باختراع الناي حتى يأكل الفقراء، بعدي ، " الميجنا" إن صادروا وطن الطفولة من يدي فلقد جعلت من القصيدة موطنا..
3يا سادتي : إن السماء رحيبة جدا.. ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا .. وتقاسموا أوطاننا.. وتقاسموا أجسادنا.. لم يتركوا شبرا لنا .. يا سادتي : قاتلت عصرا لا مثيل لقبحه وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا.. أنا لست مكترثا بكل الباعة المتجولين.. وكل كتاب البلاط.. وكل من جعلوا الكتابة حرفة مثل الزنى...
4 يا سادتي : عفوا إذا أقلقتكم أنا لست مضطرا لأعلن توبتي هذا أنا ... هذا أنا ... هذا أنا ...
حزب المطر
أنا لا أسكن في أي مكان إن عنواني هو اللامنتظر ... مبحرا كالسمك الوحشي في هذا المدى في دمي نار .. وفي عيني شرر ذاهبا أبحث عن حرية الريح، التي يتقنها كل الغجر.. راكضا خلف غمام أخضر شاربا بالعين آلاف الصور ذاهبا .. حتى نهايات السفر .. مبحرا .. نحو فضاء آخر
نافضا عني غباري ناسيا اسمي ... وأسماء النباتات .. وتاريخ الشجر.. هاربا من هذه الشمس التي تجلدني بكرابيج الضجر .. هاربا من مدن نامت قرونا تحت أقدام القمر .. تاركا خلفي عيونا من زجاج وسماء من حجر .. ومضافات تميم ومضر .. لا تقولي : عد إلى الشمس .. فإني أنتمي الآن إلى حزب المطر..
في المقهى
جواري اتخذت مقعدها كوعاء الورد في اطمئنانها وكتاب ضارع في يدها يحصد الفضلة من إيمانها يثب الفنجان من لهفته في يدي ، شوقا إلى فنجانها آه من قبعة الشمس التي يلهث الصيف على خيطانها جولة الضوء على ركبتها زلزلت روحي من أركانها هي من فنجانها شاربة وأنا أشرب من أجفانها
قصة العينين .. تستعبدني من رأى الأنجم في طوفانها كلما حدقت فيها ضحكت وتعرى الثلج في أسنانها شاركيني قهوة الصبح .. ولا تدفني نفسك في أشجانها إنني جارك يا سيدتي والربى تسأل عن جيرانها من أنا .. خلي السؤالات أنا لوحة تبحث عن ألوانها موعدا .. سيدتي! وابتسمت وأشارت لي إلى عنوانها.. وتطلعت فلم ألمح سوى طبعة الحمرة في فنجانها
طفولة نهد
عامان .. مرا عليها يا مقلتي وعطرها لم يزل يجري على شفتي كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها ولا يزال شذاها ملء صومعتي إذ كان شعرك في كفي زوبعة وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل من الهوى أن تكوني أنت محرقتي لما تصالب ثغرانا بدافئة لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية حمراء .. إنك قد حببت معصيتي ويزعم الناس أن الثغر ملعبها فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟ يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا ذكرته غرقت بالماء حنجرتي.. ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟ لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت تركتني جائع الأعصاب .. منفردا أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي.
فـــم
في وجهها يدور .. كالبرعم بمثله الأحلام لم تحلم كلوحة ناجحة .. لونها أثار حتى حائط المرسم كفكرة .. جناحها أحمر كجملة قيلت ولم تفهم كنجمة قد ضعيت دربها في خصلات الأسود المعتم زجاجة للطيب مختومة ليت أواني الطيب لم تختم من أين يا ربي عصرت الجنى؟ وكيف فكرت بهذا الفم وكيف بالغت بتدويره؟ وكيف وزعت نقاط الدم؟ وكيف بالتوليب سورته بالورد، بالعناب، بالعندم؟ وكيف ركزت إلى جنبه غمارة .. تهزأ بالأنجم.. كم سنة .. ضيعت في نحته ؟ قل لي .. ألم تتعب .. ألم تسأم؟ منضمة الشفاه .. لا تفصحي
انت العطش والماي vip
عدد الرسائل : 139 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 23/02/2009
موضوع: رد: روائع نزار قباني الممنوعه الجمعة فبراير 27, 2009 10:59 am
الشقيقتان
قلم الحمرة .. أختاه .. ففي شرفات الظن، ميعادي معه أين أصباغي.. ومشطي .. والحلي؟ إن بي وجدا كوجد الزوبعة ناوليني الثوب من مشجبه ومن الديباج هاتي أروعه
سرحيني .. جمليني .. لوني ظفري الشاحب إني مسرعة جوربي نار .. فهل أنقذته؟ من يد موشكة أن تقطعه ما كذبت الله .. فيما أدعي كاد أن يهجر قلبي موضعة رحمة .. يا هند هل أمضى له وأنا مبهورة .. ممتقعة .. إنه الآن .. إلى موعدنا جبهة .. باذخة .. مرتفعة ورداء يحصد الشمس .. جوى وفم لون الفصول الأربعة لا أسميه .. وإن كان اسمه نقرة العود .. وبوح المزرعة لو سألت الريش من أجفانه أتقي البرد به .. لاقتلعه ركزي يا هند شغلى .. فعلى سحبات الرصد ميعادي معه
حكايه
كنت أعدو في غابة اللوز .. لما قال عني، أماه، إني حلوة وعلى سالفي .. غفا زر ورد وقميص تفلتت منه عروة قال ما قال .. فالقميص جحيم فوق صدري، والثوب يقطر نشوة قال لي : مبسمي وريقة توت ولقد قال إن صدري ثروة وروى لي عن ناهدي حكايا.. فهما جدولا نبيذ وقهوة وهما دورقا رحيق ونور وهما ربوة تعانق ربوة.. أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى في عروقي ، وشق للنور كوه إن في صوته قرارا رخيما وبأحداقه .. بريق النبوة جبهة حرة .. كما انسرح النور وثغر فيه اعتداد وقسوة يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة ورددت الجفون عنه .. حياء وحياء النساء للحب دعوة تستحي مقلتي .. ويسأل طهري عن شذاه .. كأن للطهر شهوة أنت .. لن تنكري على احتراقي كلنا .. في مجامر النار نسوه
حبيبي
لا تسألوني .. ما اسمه حبيبي أخشى عليكم ضوعة الطيوب زق العبيد إن حطمتموه غرقتم بعاطر سكيب والله، لو بحت بأي حرف تكدس الليلك في الدروب لا تبحثوا عنه هنا بصدري تركته يجري مع الغروب ترونه في ضحكة السواقي في رفة الفراشة اللعوب في البحر ، في تنفس المراعي وفي غناء كل عندليب في أدمع الشتاء حين يبكي وفي عطاء الديمة السكوب لا تسألوا عن ثغره .. فهلا رأيتم أناقة المغيب ومقلتاه شاطئا نقاء وخصره تهزهز القضيب محاسن .. لا ضمها كتاب ولا ادعتها ريشة الأديب وصدره ..ونحره .. كفاكم فلن أبوح باسمه حبيبي
عيد ميلادها
بطاقة من يدها ترتعد تفدي اليد تقول : عيدي الأحد ما عمرها؟ لو قلت .. غنى في حبيبي العدد إحدى ثوانيه إذا
أعطت، عصورا تلد وبرهة من عمرها يكمن فيها .. أبد ترى إذا جاء غد وانشال تول أسود واندفعت حوامل الزهر.. وطاب المشهد ورد..وحلوى ..وأنا يأكلني التردد بأي شيء أفد إذا يهل الأحد بخادم ..بباقة؟ هيهات. لا أقلد أليس من يدلني؟ كيف .. وماذا أقتني؟ ليومها الملحن أحزمة من سوسن؟ أنجمة مقيمة في موطني؟ أهدي لها الله .. ما أقلها؟ .. من ينتقي؟ لي من كروم المشرق من قمر محترق حقا غريب العبق آنية مسحورة خالقها لم يخلق.. أحملها ..غدا لها الله ..ما أقلها لو بيدي الفرقد والدر والزمرد فصلتها جميعها رافعة لنهدها ومحبسا لزندها هدية صغيرة .. تحمل نفسي كلها لعلها إذا أنا حملتها غدا لها ستسعد يا مرتجي .. يا أحد ..
شؤون صغيره
تمر بها أنت .. دون التفات تساوي لدي حياتي جميع حياتي.. حوادث .. قد لا تثير اهتمامك أعمر منها قصور وأحيا عليها شهور وأغزل منها حكايا كثيرة وألف سماء.. وألف جزيرة.. شؤون .. شؤونك تلك الصغيرة فحين تدخن أجثو أمامك كقطتك الطيبة وكلي أمان ألاحق مزهوة معجبة خيوط الدخان توزعها في زوايا المكان دوائر.. دوائر وترحل في آخر الليل عني كنجم، كطيب مهاجر وتتركني يا صديق حياتي لرائحة التبغ والذكريات وأبقي أنا .. في صقيع انفرادي وزادي أنا .. كل زادي حطام السجائر وصحن .. يضم رمادا يضم رمادي.. *** وحين أكون مريضة وتحمل أزهارك الغالية صديقي.. إلي وتجعل بين يديك يدي يعود لي اللون والعافية وتلتصق الشمس في وجنتي وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة وأنت ترد غطائي علي وتجعل رأسي فوق الوسادة.. تمنيت كل التمني صديقي .. لو أني أظل .. أظل عليلة لتسأل عني لتحمل لي كل يوم ورودا جميلة.. وإن رن في بيتنا الهاتف إليه أطير أنا .. يا صديقي الأثير بفرحة طفل صغير بشوق سنونوة شاردة وأحتضن الآلة الجامدة وأعصر أسلاكها الباردة وأنتظر الصوت .. صوتك يهمي علي دفيئا .. مليئا .. قوي كصوت نبي كصوت وارتطام النجوم كصوت سقوط الحلي وأبكي .. وأبكي .. لأنك فكرت في لأنك من شرفات الغيوب هتفت إلي..
أيظن أ
يظن أني لعبة بيديه؟ اليوم عاد كأن شيئا لم يكن ليقول لي : إني رفيقة دربه حمل الزهور إليّ .. كيف أرده ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي خبأت رأسي عنده .. وكأنني حتى فساتيني التي أهملتها سامحته .. وسألت عن أخباره وبدون أن أدري تركت له يدي ونسيت حقدي كله في لحظة كم قلت إني غير عائدة له أنا لا أفكر في الرجوع إليه وبراءة الأطفال في عينيه وبأنني الحب الوحيد لديه وصباي مرسوم على شفتيه كيف التجأت أنا إلى زنديه طفل أعادوه إلى أبويه فرحت به .. رقصت على قدميه وبكيت ساعات على كتفيه لتنام كالعصور بين يديه .. من قال إني قد حقدت عليه؟ ورجعت .. ما أحلى الرجوع إليه
حقائب البكاء
إذا أتى الشتاء.. وحركت رياحه ستائري أحس يا صديقتي بحاجة إلى البكاء على ذراعيك.. على دفاتري.. إذا أتى الشتاء وانقطعت عندلة العنادل وأصبحت .. كل العصافير بلا منازل يبتدئ النزيف في قلبي .. وفي أناملي. كأنما الأمطار في السماء تهطل يا صديقتي في داخلي.. عندئذ .. يغمرني شوق طفولي إلى البكاء .. على حرير شعرك الطويل كالسنابل.. كمركب أرهقه العياء كطائر مهاجر.. يبحث عن نافذة تضاء يبحث عن سقف له .. في عتمة الجدائل .. *** إذا أتى الشتاء.. واغتال ما في الحقل من طيوب.. وخبأ النجوم في ردائه الكئيب يأتي إلى الحزن من مغارة المساء يأتي كطفل شاحب غريب مبلل الخدين والرداء.. وأفتح الباب لهذا الزائر الحبيب أمنحه السرير .. والغطاء أمنحه .. جميع ما يشاء *** من أين جاء الحزن يا صديقتي ؟ وكيف جاء؟ يحمل لي في يده.. زنابقا رائعة الشحوب يحمل لي .. حقائب الدموع والبكاء..
ماذا اقول له
ماذا أقول له لو جاء يسألني.. إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟ ماذا أقول : إذا راحت أصابعه تلملم الليل عن شعري وترعاه؟ وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟ وأن تنام على خصري ذراعاه؟ غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله ونطعم النار أحلى ما كتبناه حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟ وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟ أما انتهت من سنين قصتي معه؟ ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟ أما كسرنا كؤوس الحب من زمن فكيف نبكي على كأس كسرناه؟ رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني فكيف أنجو من الأشياء رباه؟ هنا جريدته في الركن مهملة هنا كتاب معا .. كنا قرأناه على المقاعد بعض من سجائره وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه.. ما لي أحدق في المرآة .. أسألها بأي ثوب من الأثواب ألقاه أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟ وكيف أكره من في الجفن سكناه؟ وكيف أهرب منه؟ إنه قدري هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟ أحبه .. لست أدري ما أحب به حتى خطاياه ما عادت خطاياه الحب في الأرض . بعض من تخلينا لو لم نجده عليها .. لاخترعناه ماذا أقول له لو جاء يسألني إن كنت أهواه. إ
ني ألف أهواه..
انت العطش والماي vip
عدد الرسائل : 139 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 23/02/2009
موضوع: رد: روائع نزار قباني الممنوعه الجمعة فبراير 27, 2009 11:07 am
[
القصيده المتوحشه
أحبيني .. بلا عقد وضيعي في خطوط يدي أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات.. فلست أنا الذي يهتم بالأبد.. أنا تشرين .. شهر الريح، والأمطار .. والبرد.. كصاعقة على جسدي.. أحبيني .. بكل توحش التتر.. بكل حرارة الأدغال كل شراسة المطر ولا تبقي ولا تذري.. ولا تتحصري أبدا.. فقد سقطت على شفتيك كل حضارة الحضر أحبيني.. كزلزال .. كموت غير منتظر.. وخلي نهدك المعجون.. بالكبريت والشرر.. يهاجمني .. كذئب جائع خطر وينهشني .. ويضربني .. كما الأمطار تضرب ساحل الجزر.. أنا رجل بلا قدر فكوني .. أنت لي قدري وأبقيني .. على نهديك.. مثل النقش في الحجر.. *** أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا.. ولا تتلعثمي خجلا ولا تتساقطي خوفا أحبيني .. بلا شكوى أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟ وكوني البحر والميناء.. كوني الأرض والمنفى وكوني الصحو والإعصار كوني اللين والعنفاء.. أحبيني .. بألف وألف أسلوب ولا تتكرري كالصيف.. إني أكره الصيفا.. أحبيني .. وقوليها لأرفض أن تحبيني بلا صوت وأرفض أن أواري الحب في قبر من الصمت أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت.. بعيدا عن تعصبها.. بعيدا عن تخشبها.. أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا التي من يوم أن كانت إليها الحب لا يأتي.. إليها الله .. لا يأتي .. *** أحبيني .. ولا تخشي على قدميك - سيدتي - من الماء فلن تتعمدى امرأة وجسمك خارج الماء وشعرك خارج الماء فنهدك .. بطة بيضاء .. لا تحيا بلا ماء .. أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي بصحوي .. أو بأنوائي وغطيني .. أيا سقفا من الأزهار .. يا غابات حناء .. تعري .. واسقطي مطرا على عطشي وصحرائي .. وذوبي في فمي .. كالشمع وانعجني بأجزائي تعري .. واشطري شفتي إلى نصفين .. يا موسى بسيناء
بيروت والحب والمطر
انتقي أنت المكان.. أي مقهى، داخل كالسيف في البحر، انتقي أي مكان.. إنني مستسلم للبجع البحري في عينيك، يأتي من نهايات الزمان عندما تمطر في بيروت.. أحتاج إلى بعض الحنان فادخلي في معطفي المبتل بالماء.. ادخلي في كنزة الصوف .. وفي جلدي .. وفي صوتي .. كلي من عشب صدري كحصان.. هاجري كالسمك الأحمر .. من عيني إلى عيني ومن كفي إلى كفي.. ارسمي وجهي على كرأسه الأمطار، والليل ، وبللور الحوانيت، وقشر السنديان.. طارحيني الحب .. تحت الرعد ، والبرق .. وإيقاع المزاريب .. امنحيني وطنا في معطف الفرو الرمادي.. اصلبيني بين نهديك مسيحا.. عمديني بمياه الورد .. والآس .. وعطر البيلسان عانقيني في الميادين.. وفوق الورق المكسور، ضميني على مرأى من الناس.. ارفضي عصر السلاطين، ارفضي فتوى المجاذيب.. اصرخي كالذئب في منتصف الليل.. انزفي كالجرح في الثدي.. امنحيني روعة الإحساس بالموت.. ونعمى الهذيان.. عندما تمطر في بيروت.. تنمو لكآباتي غصون، ولأحزاني يدان فادخلي في كنزة الصوف .. ونامي نحن تحت الماء يا نخلة روحي .. نخلتان.. *** ليس في ذهني قرار واضح. فخذيني حيثما شئت .. اتركيني حيثما شئت.. اشتري لي صحف اليوم .. وأقلام رصاص ونبيذا .. ودخان.. هذه كل المفاتيح .. فقودي أنت .. سيري باتجاه الريح والصدفة.. سيري في الزواريب التي من غير أسماء.. أحبيني قليلا.. واكسري أنظمة السير قليلا.. واتركي لي يدك اليمنى قليلا.. فذراعاك هما بر الأمان.. *** ليس للحب ببيروت خرائط.. لا ولا للعشق في صدري خرائط.. فابحثي عن شقة يطمرها الرمل .. ابحثي عن فندق لا يسأل العشاق عن أسمائهم.. سهريني في السراديب التي ليس بها .. غير مغن وبيان.. *** قرري أنت إلى أين .. فإن الحب في بيروت مثل الله في كل مكان
قصيدة غير منتهية في تعريف العشق
1 .. عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب، فكرت كثيرا.. ما الذي تجدي اعترافاتي؟ وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا.. صوروه فوق حيطان المغارات، وفي أوعية الفخار والطين، قديما نقشوه فوق عاج الفيل في الهند.. وفوق الورق البردي في مصر ، وفوق الرز في الصين.. وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا.. عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق. ترددت كثيرا.. فأنا لست بقسيس، ولا مارست تعليم التلاميذ، ولا أؤمن أن الورد.. مضطر لأن يشرح للناس العبيرا.. ما الذي أكتب يا سيدتي؟ إنها تجربتي وحدي.. وتعنيني أنا وحدي.. إنها السيف الذي يثقبني وحدي.. فأزداد مع الموت حضورا.. 2 عندما سافرت في بحرك يا سيدتي.. لم أكن أنظر في خارطة البحر، ولم أحمل معي زورق مطاط.. ولا طوق نجاة.. بل تقدمت إلى نارك كالبوذي.. واخترت المصيرا.. لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور.. عنواني على الشمس.. وأبني فوق نهديك الجسورا..
3 حين أحببتك.. لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا أصبح جمرا مستديرا.. وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد.. يأتي بالملايين ليلقي في شواطينا البذورا.. وبأن السرو قد زاد ارتفاعا.. وبأن العمر قد زاد اتساعا.. وبأن الله .. قد عاد إلى الأرض أخيرا..
4 حين أحببتك .. لاحظت بأن الصيف يأتي.. عشر مرات إلينا كل عام.. وبأن القمح ينمو.. عشر مرات لدينا كل يوم وبأن القمر الهارب من بلدتنا.. جاء يستأجر بيتا وسريرا.. وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون.. قد طاب على العشق كثيرا..
5 حين أحببتك .. صارت ضحكة الأطفال في العالم أحلى.. ومذاق الخبز أحلى.. وسقوط الثلج أحلى.. ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى.. ولقاء الكف بالكف على أرصفة " الحمراء " أحلى .. والرسومات الصغيرات التي نتركها في فوطة المطعم أحلى.. وارتشاف القهوة السوداء.. والتدخين.. والسهرة في المسح ليل السبت.. والرمل الذي يبقي على أجسادنا من عطلة الأسبوع، واللون النحاسي على ظهرك، من بعد ارتحال الصيف، أحلى.. والمجلات التي نمنا عليها .. وتمددنا .. وثرثرنا لساعات عليها .. أصبحت في أفق الذكرى طيورا...
6 حين أحببتك يا سيدتي طوبوا لي .. كل أشجار الأناناس بعينيك .. وآلاف الفدادين على الشمس، وأعطوني مفاتيح السماوات.. وأهدوني النياشين.. وأهدوني الحريرا
7 عندما حاولت أن أكتب عن حبي .. تعذبت كثيرا.. إنني في داخل البحر ... وإحساسي بضغط الماء لا يعرفه غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا.
8 ما الذي أكتب عن حبك يا سيدتي؟ كل ما تذكره ذاكرتي.. أنني استيقظت من نومي صباحا.. لأرى نفسي أميرا
تجليات صوفيه
1 عندما تسطع عيناك كقنديل نحاسي، على باب ولي من دمشق أفرش السجادة التبريز في الأرض وأدعو للصلاه.. وأنادي، ودموعي فوق خدي: مدد يا وحيدا.. يا أحد.. أعطني القوة كي أفنى بمحبوبي، وخذ كل حياتي.. 2 عندما يمتزج الأخضر، بالأسود، بالأزرق، بالزيتي، بالوردي، في عينيك، يا سيدتي تعتريني حالة نادره.. هي بين الصحو والإغماء، بين الوحي والإسراء، بين الكشف والإيماء، بين الموت والميلاد، بين الورق المشتاق للحب.. وبين الكلمات.. وتناديني البساتين التي من خلفها أيضاً بساتين، الفراديس التي من خلفها أيضا فراديس، الفوانيس التي من خلفها أيضا فوانيس.. التي من خلفها أيضا زوايا، وتكايا، ومريدون وأطفال يغنون.. وشمع .. وموالد .. وأرى نفسي طيور من ذهب.. وسماء من ذهب ونوافير يثرثرن بصوت من ذهب وأرى، فيما يرى النائم، شباكين مفتوحين.. من خلفهما تجري ألوف المعجزات..
3 عندما يبدأ في الليل، احتفال الصوت والضوء.. بعينيك .. وتمشي فرحا كل المآذن.. يبدأ العرس الخرافي الذي ما قبله عرس.. وتأتي سفن من جزر الهند، لتهديك عطورا وشموسا. عندها.. يخطفني الوجد إلى سبع سماوات.. لها سبعة أبواب.. لها سبعة حراس.. بها سبع مقاصير. بها سبع وصيفات.. يقدمن شرابا في كؤوس قمريه.. ويقدمن لمن مات على العشق، مفاتيح الحياة السرمدية.. وإذا بالشام تأتيني .. نهورا.. ومياها.. وعيونا عسليه.. وإذا بي بين أمي، ورفاقي، وفروضي المدرسيه.. فأنادي، ودموعي فوق خدي: مدد! يا وحيدا، يا أحد أعطني القدرة كي أصبح في علم الهوى.. واحدا من أولياء " الصالحيه "...
4 عندما يرتفع البحر بعينيك كسيف أخضر في الظلمات تعتريني رغبة للموت مذبوحا على سطح المراكب وتناديني مسافات.. تناديني بحيرات... تناديني كواكب.. عندما يشطرني البحر إلى نصفين.. حتى تصبح اللحظة في الحب، جميع اللحظات.. ويجيء الماء كالمجنون من كل الجهات.. هادما كل جسوري.. ماحيا كل تفاصيل حياتي.. يتولاني حنين للرحيل حيث خلف البحر بحر.. ووراء الجزر مد .. ووراء المد جزر.. ووراء الرمل جنات لكل المؤمنين ومنارات.. ونجم غير معروف.. وعشق غير مألوف .. وشعر غير مكتوب.. ونهد .. لم تمزقه سيوف الفاتحين.
5 عندما أدخل في مملكة الإيقاع، والنعناع، والماء، فلا تسعجليني.. فلقد تأخذني الحال، فأهتز كدرويش على قرع الطبول مستجيرا بضريح السيد الخضر . وأسماء الرسول .. عندما يحدث هذا.. فبحق الله، يا سيدتي، لا توقظيني. واتركيني.. نائما بين البساتين التي أسكرها الشعر، وماء الياسمين علني أحلم في الليل بأني.. صرت قنديلا على باب ولي من دمشق..
6 عندما تبدأ في عينيك آلاف المرايا بالكلام ينتهي كل كلام.. وأراني صامتا في حضرة العشق، ومن في حضرة العشق يجاوب؟ فإذا شاهدتني منخطف اللون، غريب النظرات.. وإذا شاهدتني أقرأ كالطفل صلاتي.. وعلى رأسي فراشات. وأسراب حمام.. فأحبيني، كما كنت، بعنف وجنون.. واعصري قلبي، كالتفاحة الحمراء، حتى تقتليني.. وعلى الدنيا السلام...
انت العطش والماي vip
عدد الرسائل : 139 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 23/02/2009
موضوع: رد: روائع نزار قباني الممنوعه الجمعة فبراير 27, 2009 11:13 am
شكرا
شكرا لحبك.. فهو معجزتي الأخيره.. بعدما ولى زمان المعجزات. شكرا لحبك.. فهو علمني القراءة، والكتابه، وهو زودني بأروع مفرداتي.. وهو الذي شطب النساء جميعهن .. بلحظه واغتال أجمل ذكرياتي.. شكرا من الأعماق.. يا من جئت من كتب العبادة والصلاه شكرا لخصرك، كيف جاء بحجم أحلامي، وحجم تصوراتي ولوجهك المندس كالعصفور، بين دفاتري ومذكراتي.. شكرا لأنك تسكنين قصائدي.. شكرا... لأنك تجلسين على جميع أصابعي شكرا لأنك في حياتي.. شكرا لحبك.. فهو أعطاني البشارة قبل كل المؤمنين واختارني ملكا.. وتوجني.. وعمدني بماء الياسمين.. شكرا لحبك.. فهو أكرمني، وأدبني ، وعلمني علوم الأولى واختصني، بسعادة الفردوس ، دون العالمين شكرا.. لأيام التسكع تحت أقواس الغمام، وماء تشرين الحزين ولكل ساعات الضلال، وكل ساعات اليقين شكرا لعينيك المسافرتين وحدهما.. إلى جزر البنفسج ، والحنين.. شكرا.. على كل السنين الذاهبات.. فإنها أحلى السنين.. شكرا لحبك.. فهو من أغلى وأوفى الأصدقاء وهو الذي يبكي على صدري.. إذا بكت السماء شكرا لحبك فهو مروحه.. وطاووس .. ونعناع .. وماء وغمامة وردية مرت مصادفة بخط الاستواء... وهو المفاجأة التي قد حار فيها الأنبياء.. شكرا لشعرك .. شاغل الدنيا .. وسارق كل غابات النخيل شكرا لكل دقيقه.. سمحت بها عيناك في العمر البخيل شكرا لساعات التهور، والتحدي، واقتطاف المستحيل.. شكرا على سنوات حبك كلها.. بخريفها، وشتائها وبغيمها، وبصحوها، وتناقضات سمائها.. شكرا على زمن البكاء ، ومواسم السهر الطويل شكرا على الحزن الجميل .. شكرا على الحزن الجميل
الحب في الجاهليه
شاءت الأقدار، يا سيدتي، أن نلتقي في الجاهليه!!.. حيث تمتد السماوات خطوطا أفقيه والنباتات، خطوطا أفقيه.. والكتابات، الديانات، المواويل، عروض الشعر، والأنهار، والأفكار، والأشجار، والأيام، والساعات، تجري في خطوط أفقيه.. شاءت الأقدار.. أن أهواك في مجتمع الكبريت والملح.. وأن أكتب الشعر على هذي السماء المعدنيه حيث شمس الصيف فأس حجريه والنهارات قطارات كآبه.. شاءت الأقدار أن تعرف عيناك الكتابه في صحارى ليس فيها.. نخله.. أو قمر .. أو أبجديه ... شاءت الأقدار، يا سيدتي، أن تمطري مثل السحابه فوق أرض ما بها قطرة ماء وتكوني زهرة مزروعة عند خط الاستواء.. وتكوني صورة شعريه في زمان قطعوا فيه رءوس الشعراء وتكوني امرأة نادره في بلاد طردت من أرضها كل النساء... *** أو يا سيدتي.. يا زواج الضوء والعتمة في ليل العيون الشركسيه.. يا ملايين العصافير التي تنقر الرمان.. من تنورة أندلسيه.. شاءت الأقدار أن نعشق بالسر.. وأن نتعاطى الجنس بالسر.. وأن تنجبي الأطفال بالسر.. وأن أنتمي - من أجل عينيك - لكل الحركات الباطنيه.. *** شاءت الأقدار يا سيدتي.. أن تسقطي كالمجدليه.. تحت أقدام المماليك.. وأسنان الصعاليك.. ودقات الطبول الوثنيه.. وتكوني فرسا رائعه.. فوق أرض يقتلون الحب فيها.. والخيول العربيه.. *** شاءت الأقدار أن نذبح يا سيدتي مثل آلاف الخيول العربيه.
التقصير
منذ ثلاثين سنه أحلم بالتغيير وأكتب القصيدة الثوره .. والقصيدة الأزمه .. والقصيدة الحرير .. *** منذ ثلاثين سنه ألعب باللغات مثلما أشاء وأكتب التاريخ بالشكل الذي أشاء.. وأجعل النقاط، والحروف ، والأسماء، والأفعال، تحت سلطة النساء. وأدعي بأنني الأول في فن الهوى.. وأنني الأخير .. *** وعندما دخلت .. يا سيدتي إلى بلاط حبك الكبير.. انكسرت فوق يدي قارورة العبير وانكسر الكلام - يا سيدتي - على فمي وانكسر التعبير .. *** ولا أزال كلما سافرت في عينيك .. يا حبيبتي أشعر بالتقصير.. وكلما حدقت في يديك يا حبيبتي أشعر بالتقصير .. وكلما اقتربت من جمالك الوحشي يا حبيبتي أشعر بالتقصير وكلما راجعت أعمالي التي كتبتها.. قبيل أن أراك يا حبيبتي.. أشعر التقصير.. أشعر التقصير.. أشعر التقصير..
نهر الاحزان
عيناكِ كنهري أحـزانِ نهري موسيقى.. حملاني لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ نهرَي موسيقى قد ضاعا سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني الدمعُ الأسودُ فوقهما يتساقطُ أنغامَ بيـانِ عيناكِ وتبغي وكحولي والقدحُ العاشرُ أعماني وأنا في المقعدِ محتـرقٌ نيراني تأكـلُ نيـراني أأقول أحبّكِ يا قمري؟ آهٍ لـو كانَ بإمكـاني فأنا لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ وأحـزاني *** سفني في المرفأ باكيـةٌ تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ ومصيري الأصفرُ حطّمني حطّـمَ في صدري إيماني أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟ يا ظـلَّ الله بأجفـاني يا صيفي الأخضرَ ياشمسي يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا أحلى من عودةِ نيسانِ؟ أحلى من زهرةِ غاردينيا في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي فدموعُكِ تحفرُ وجـداني إني لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ ..و أحزاني *** أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟ آهٍ لـو كـان بإمكـاني فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ لا أعرفُ في الأرضِ مكاني ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ إنـي نسيـانُ النسيـانِ إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي عنّي.. عن نـاري ودُخاني فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ... وأحـزاني
قارئه الفنجان
جَلَسَت والخوفُ بعينيها تتأمَّلُ فنجاني المقلوب قالت: يا ولدي.. لا تَحزَن فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب يا ولدي، قد ماتَ شهيداً من ماتَ على دينِ المحبوب فنجانك دنيا مرعبةٌ وحياتُكَ أسفارٌ وحروب.. ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي.. وتموتُ كثيراً يا ولدي وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض.. وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب *** بحياتك يا ولدي امرأةٌ عيناها، سبحانَ المعبود فمُها مرسومٌ كالعنقود ضحكتُها موسيقى و ورود لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ.. وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي نائمةٌ في قصرٍ مرصود والقصرُ كبيرٌ يا ولدي وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ.. من يدخُلُ حُجرتها مفقود.. من يطلبُ يَدَها.. من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود من حاولَ فكَّ ضفائرها.. يا ولدي.. مفقودٌ.. مفقود *** بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً لكنّي.. لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبهُ فنجانك لم أعرف أبداً يا ولدي.. أحزاناً تشبهُ أحزانك مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر وتَظلَّ وحيداً كالأصداف وتظلَّ حزيناً كالصفصاف مقدوركَ أن تمضي أبداً.. في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ... وترجعُ كالملكِ المخلوع..
قصيده التحديات
أتحدّى.. من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ وعقودَ الياسمينِ.. أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني.. *** أتحدّى.. كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ منذُ آلافِ القرونِ.. أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي وطناً مثلَ فمي.. وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني *** أتحدّاهُم جميعاً.. أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً كمكاتيبِ غرامي.. أو يجيؤوكِ –على كثرتهم- بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي.. *** أتحداكِ أنا أن تذكُري رجلاً من بينِ من أحببتهم أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ أتحدّى.. مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى.. تجديني دائماً بينَ السطورْ إنني أسكنُ في الحبّ.. فما من قبلةٍ.. أُخذتْ.. أو أُعطيتْ ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ... *** أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي وبواريدَ القبيلهْ.. أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ أتحدّاهم جميعاً.. أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري.. أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري.. أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي عاشقاً مثلي.. وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري *** فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي.. واضحكي، وابكي، وجوعي، فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي موطناً فيهِ تنامينَ كصدري..
انت العطش والماي vip
عدد الرسائل : 139 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 23/02/2009
موضوع: رد: روائع نزار قباني الممنوعه الجمعة فبراير 27, 2009 11:16 am
زيديني عشقا
زيديني عِشقاً.. زيديني يا أحلى نوباتِ جُنوني يا سِفرَ الخَنجَرِ في أنسجتي يا غَلغَلةَ السِّكِّينِ.. زيديني غرقاً يا سيِّدتي إن البحرَ يناديني زيديني موتاً.. علَّ الموت، إذا يقتلني، يحييني.. *** حُبُّكِ خارطتي.. ما عادت خارطةُ العالمِ تعنيني.. أنا أقدمُ عاصمةٍ للحبّ وجُرحي نقشٌ فرعوني وجعي.. يمتدُّ كبقعةِ زيتٍ من بيروتَ.. إلى الصِّينِ وجعي قافلةٌ.. أرسلها خلفاءُ الشامِ.. إلى الصينِ في القرنِ السَّابعِ للميلاد وضاعت في فم تَنّين *** عصفورةَ قلبي، نيساني يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار.. ونكهةَ شكي، ويقيني أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُميني أشعرُ بالبردِ.. فغطيني إحكي لي قصصاً للأطفال وظلّي قربي.. غنِّيني.. فأنا من بدءِ التكوينِ أبحثُ عن وطنٍ لجبيني.. عن حُبِّ امرأة.. يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني لحدودِ الشمسِ.. *** نوَّارةَ عُمري، مَروحتي قنديلي، بوحَ بساتيني مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ.. وضعيني مشطاً عاجياً في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ بقيت في دفترِ تشرينِ *** زيديني عشقاً زيديني يا أحلى نوباتِ جنوني من أجلكِ أعتقتُ نسائي وتركتُ التاريخَ ورائي وشطبتُ شهادةَ ميلادي وقطعتُ جميعَ شراييني...
رساله من تحت الماء
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني كَي أرحَلَ عَنك.. أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني كَي أُشفى منك لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً ما أحببت لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً ما أبحرت.. لو أنِّي أعرفُ خاتمتي ما كنتُ بَدأت... *** إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني أن لا أشتاق علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق *** إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني من هذا اليَمّ.. فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق وأنا ما عندي تجربةٌ في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ إني أتنفَّسُ تحتَ الماء.. إنّي أغرق.. أغرق.. أغرق..
اسألك الرحيل
لنفترق قليلا.. لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي وخيرنا.. لنفترق قليلا لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي أريدُ أن تكرهني قليلا *** بحقِّ ما لدينا.. من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا.. بحقِّ حُبٍّ رائعٍ.. ما زالَ منقوشاً على فمينا ما زالَ محفوراً على يدينا.. بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ.. ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي.. وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي بحقِّ ذكرياتنا وحزننا الجميلِ وابتسامنا وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا أكبرَ من شفاهنا.. بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا أسألكَ الرحيلا *** لنفترق أحبابا.. فالطيرُ في كلِّ موسمٍ.. تفارقُ الهضابا.. والشمسُ يا حبيبي.. تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا كُن في حياتي الشكَّ والعذابا كُن مرَّةً أسطورةً.. كُن مرةً سرابا.. وكُن سؤالاً في فمي لا يعرفُ الجوابا من أجلِ حبٍّ رائعٍ يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا وكي أكونَ دائماً جميلةً وكي تكونَ أكثر اقترابا أسألكَ الذهابا.. *** لنفترق.. ونحنُ عاشقان.. لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي أريدُ أن تراني ومن خلالِ النارِ والدُخانِ أريدُ أن تراني.. لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي فقد نسينا نعمةَ البكاءِ من زمانِ لنفترق.. كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا وشوقنا رمادا.. وتذبلَ الأزهارُ في الأواني.. *** كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي.. يا فارسي أنتَ ويا أميري لكنني.. لكنني.. أخافُ من عاطفتي أخافُ من شعوري أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا أخاف من وِصالنا.. أخافُ من عناقنا.. فباسمِ حبٍّ رائعٍ أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا.. أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا أسألك الرحيلا.. حتى يظلَّ حبنا جميلا.. حتى يكون عمرُهُ طويلا.. أسألكَ الرحيلا..
تلومني الدنيا
تلومني الدنيا إذا أحببتهُ كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ كأنني أنا التي.. للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ.. كأنني.. أنا التي كالقمرِ الجميلِ في السماءِ.. قد علّقتُه.. تلومُني الدنيا إذا.. سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ.. كأنني أنا الهوى.. وأمُّهُ.. وأختُهُ.. *** هذا الهوى الذي أتى.. من حيثُ ما انتظرتهُ مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ وكلِّ ما سمعتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ لو كنتُ أدري أنهُ.. عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ فليتني حينَ أتاني فاتحاً يديهِ لي.. رددْتُهُ وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ.. *** هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ.. على ستائري.. أراهُ.. في ثوبي.. وفي عطري.. وفي أساوري أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي.. أراهُ منقوشاً على مشاعري لو أخبروني أنهُ طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ لو أخبروني أنهُ.. سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ لكنتُ قد طردتهُ.. *** يا أيّها الغالي الذي.. أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ أروعُ حبٍّ عشتهُ فليتني حينَ أتاني زائراً بالوردِ قد طوّقتهُ.. وليتني حينَ أتاني باكياً فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ
قصيده الحزن
علَّمَني حُبُّكِ أن أحزن وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها مثلَ العُصفُور.. لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي كشظايا البللورِ المكسور *** علَّمني حُبّكِ.. سيِّدتي أسوأَ عادات علّمني أفتحُ فنجاني في الليلةِ آلافَ المرّات وأجرّبُ طبَّ العطّارينَ.. وأطرقُ بابَ العرّافات علّمني.. أخرجُ من بيتي لأمشِّط أرصفةَ الطُرقات وأطاردَ وجهكِ.. في الأمطارِ، وفي أضواءِ السيّارات وأطاردَ طيفكِ.. حتّى.. حتّى.. في أوراقِ الإعلانات *** علّمني حُبّكِ كيفَ أهيمُ على وَجهي ساعات بَحثاً عن شِعرٍ غَجَريٍّ تحسُدُهُ كُلُّ الغَجريّات بحثاً عن وجهٍ.. عن صوتٍ.. هوَ كُلُّ الأوجهِ والأصوات *** أدخلني حبُّكِ سيِّدتي مُدُنَ الأحزان وأنا من قبلكِ لم أدخل مُدُنَ الأحزان.. لم أعرِف أبداً أن الدمعَ هو الإنسان أن الإنسانَ بلا حزنٍ.. ذكرى إنسان *** علّمني حبكِ.. أن أتصرَّفَ كالصّبيان أن أرسمَ وجهك.. بالطبشورِ على الحيطان وعلى أشرعةِ الصَّيادين على الأجراسِ.. على الصُّلبان علّمني حبكِ.. كيف الحبُّ يغيّرُ خارطةَ الأزمان علّمني.. أنِّي حينَ أُحِبُّ تكُفُّ الأرضُ عن الدوران.. *** علّمني حُبك أشياءً ما كانت أبداً في الحُسبان فقرأتُ أقاصيصَ الأطفالِ.. دخلتُ قصورَ ملوكِ الجان وحلمتُ بأن تتزوجني بنتُ السلطان تلكَ العيناها.. أصفى من ماء الخُلجان تلك الشفتاها.. أشهى من زهرِ الرُّمان وحلمتُ بأني أخطِفُها مثلَ الفُرسان.. علَّمني حُبُّكِ، يا سيِّدتي، ما الهذيان علّمني.. كيفَ يمرُّ العُمر ولا تأتي بنتُ السلطان.. *** علّمني حُبُّكِ أن أحزن وأنا مُحتَاجٌ منذُ عصور لامرأةٍ تَجعَلَني أحزن لامرأةٍ أبكي بينَ ذراعيها مثلَ العُصفُور.. لامرأةٍ تَجمعُ أجزائي كشظايا البللورِ المكسور
انت العطش والماي vip
عدد الرسائل : 139 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 23/02/2009
موضوع: رد: روائع نزار قباني الممنوعه الجمعة فبراير 27, 2009 11:20 am